يــــارب لمـــاذا..؟
المـزمـورالثـالـــث :
يـارب لمـاذا كثـر الذيـن يحـزنـوننـى
كثيــرون قــاموا عــلىَّ
كثيــرون يقـولون لنـفسى : ليــس لـه خـلاص بـإلـهه (سلاه)
وأنت يـارب هــو نــاصـرى ، مـجـدى ورافــع رأســى.
بصوتى إلى الرب صـرخت، فإستجاب لى من جبل قـدسه (سلاه)
أنا إضـجعت ونمـت ثم إستـيقـظت ، لأن الرب نـاصرى
لا أخـاف من ربـوات الجـمـوع المحـيطيـن بى القـائميـن علىَّ .
قـم يـارب خـلصنى يـا إلـهى ، لأنك ضربت كل من يـعـادينى بـاطلاً . أسنان الخطاه سحقتـها .
للـرب الخـلاص ، وعـلى شعبه بركــته . هــللـويا
إنه عــتـاب مع الله ... لمـاذا يـارب ؟ لمـاذا يـحـدث لـى كـل هـذا ؟
كيـف يحـدث هـذا ، وأنت مـوجــود ؟!
كثيـر مـن النـاس إن قـلت لـهـم لمـاذا يحـدث لـى منـكم هـذا ؟
يـغـضبـون ويتـضـايقـون.
ولكـن الله نـقـول له لمـاذا؟ فيتسـع صدره لكـل مـا نقـول
دواد النبـى لم يعـاتـب مـن يحـزنـونـه لكـنه عـاتب الله نـفسه !
لمـاذا يـارب أجـد هذا الحـزن؟ لمـاذا تقـف بعيـداً فـى وقـت الضيق ؟
ربمـا لو قـلنا هـذه العبـاره لصـديق لـن يحتـمـلها ،
ولكـن الله يـقبـل هـذا الكـلام .
منـاسبـة هـذا المـزمـور
+إبنـه أبشـالوم وطـمعـه فـى المُـلك
"وأمـا داود فصعـد فى مـصعـد جبـل الزيتـون . كان يصعـد بـاكيـاً ورأسـه مُـغطـى ، ويـمشـى حـافيـاً .
وجـميـع الشـعب الذيـن معـه ، غطـوا كـل واحـد رأسـه وكـانـوا يـصعـدون وهـم يبـكـون" (2صم15 :30) .
+ وبنـاء عـلى مشورة أخـيتـوفـل " دخـل أبشـالوم إلى سـرارى أبيـه أمـام جميـع إسـرائيـل " (2صم16 :15-22 )
" وكـان الشـعب لا يـزال يتـزايـد مع أبشـالوم " (2صم15 :12 ).
فلمـاذا يـارب كـل هـذا ؟ ولمـاذا تتـرك عبـدك لهـذا الحـزن ؟
كـيف أن هـؤلاء النـاس الـذيـن هتفـوا وقت الإنتـصار عـلى جـليـات ،
ينقـلب فـيهم كثيـرون ويـنضمـون إلى إبـن خـائن ،وهـم يـعرفـون
تـماماً أنـه خـائـن لأبيـه ؟
أنت يـارب الـذى أشكـو لك و أنت وحـدك الـذى تستـطيـع أن تعـزينى وتقـوينى وتـنقـذنى .
أنت وحـدك لأنـك الشكـوى لغيـرك مـذله..
حـينـما أتـكلم معـك أجـد راحـه أجـد الـراحه فى داخـلى مـطمئنـاً
إلـى عمـلك وتـدخـلك ،
وأجـد الراحـه أيضـاً فى الخـارج نتيـجـه لعمـلك مـن أجـلى..
أنت الصـدر الحـنـون الـذى أتكـئ عليـه و أقـول لـه لمـاذا ؟
لو قلت للنـاس لمـاذا تحـزنوننـى، لكـانوا يعيـروننى بخطاياى
س : هـل الضـيـقـه التـى أمـر بهـا هـى بـسـبب خطـايـاى ؟؟!
الآن أتـذكر يـارب كـيف أنـك أرسـلت إلىَّ نـاثان النبـى ليـحمـل إلـىَّ رسـاله منـك تقـول :
"لمـاذا إحتقـرت كـلام الـرب .. قـد قتـلت أوريـا الحـثى .. وأخـذت إمـرأتـه لك إمـرأه ..
الآن لا يفـارق السيـف بيتـك .. قـريبـك يضطـجـع مع نسـائـك فـى عـيـن هـذه الـشمـس .. قـدام جـميـع إسـرائيـل "
( 2صم12 :9-12 )
و لكنـى أتـذكـر قـول نـاثان النبـى :
” الـرب قـد نقـل عنـك خـطيئـتـك . لاتـموت ” 2صم12 :13 )
” لقـد نقـلهـا ووضعهـا عـلى الحمـل الـذى يـرفـع خطـايـا العـالم كـله”
(يـو1 :29 )
وقـد سبـق وقـلت لك :” أذكـر يـارب رأفـاتـك و مراحمـك ، فـإنهـا ثـابتـه منـذ الأزل. خطـايـا شبـابى و جهـالاتـى، لا تـذكـر ”
(مـز25 :6 )
هـل لا تـزال تـذكـر لـى يـارب تـلك الـخطيـه ؟
لقـد تفـاهمنـا بشـأنهـا و إعتـذرت لك عنهـا ، لـقد كـنـت بـسببهـا أعـوم كـل ليـله سـريـرى وبـدمـوعـى أبـل فـراشـى ( مـز6 )
نـعـم يـارب لقـد كـثـر الـذيـن يحـزنـوننـى ولكنـك أنت لـسـت مـنهـم .
لـسـت أحـسـب هـذه الضـيقـات تـأديبـاً منـك لـى ، إنـمـا أحـسبـها
تـقربنـى إليـك
حـقــــاً :
إن كـل الضيـقـات ليـسـت مـن أجـل خطـايـانـا فعـلى الـرغـم مـن
أن بـعـض ضـيقـات داود كـانت بـسـبب خـطيئتـه .
إلا أن كـل متـاعـبـه مثـل شـاول وجـليـات والأسـد والـدب
لـم تـكـن بـسـبب الـخـطيـة ..
إنـه عـزاء كـبيـرلنـا ؛أن نبياً عظيماً مثـل داود تعـرض لـمضـايقـات كـــثيـرة
وعـزاء أكـبــر أنه نـجا مـن تـلك الضيـقـات.
فـالـمؤمـن عـمومـا محـاط بـالأحـزان والضيـقـات
ولـكــن
حـيثـمـا تـوجـد التـجـارب، يــوجــد الله الـمـنقـذ .
ليس له خلاص بإلهه:
إن داود يـعـلم تمـامـاً أن كـل متـاعبه السـابـقـه كـان الله هـو الـذى خـلصـه منـهـا
فـإن كـان الله يـنقـذه مـن كـل ضـيـق ، إذن مـا أخـطـر هـذه الشمـاتـه أنه ليـس خـلاص بـإلهـه
إنـهم يخـوفـونـه بـأن الله تـخـلى عـنـه
س: هـل داود صـدق كـلام النـاس؟
جـ: إنـه يـصارح الـرب بمـا يـقـولـه النـاس ، ولـكنـه لا يـصدق إطـلاقـاً هـذا الـذى يقـولـونـه.
خـبـراتـه مـع الله المـحب ،الله المـعيـن المـنقـذ والمخـلص....
وحـيـاة الايـمان التـى يـحيـاهـا ... ووعـود الله لـه ... كـل هـذا يـجعـله لايـصـدق كـلام الشـماتـه الـذى يـسـمعـه منـهم.
الله لـن يتـركـه.... مسـتـحيـل ... الـخـلاص آت لا شـك فـى هـذا... مهـمـا تـأخـر.
+ سـلاه:ـ
وقـفـة مـوسيـقيـة لتـغييـر اللحـن والنـظرإلـى الله 74 مـرة وهـذه هـى أول مـرة.
انـت يـارب نـاصـرى مجـدى ورافـع رأسـى
نـقول فـى عـمق المتـاعـب :أنت يـارب نـاصرى.... مجـدى ورافـع رأســـــــى
أنت يـارب ضـابـط الكـل ،أنت لم تـخـلق الكـون وتتـركه.
أنت إلـه المسـاكيـن والضـعفـاء والعـاجـزيـن
يـا معيـن مـن ليـس لـه معيـن ، ورجـاء من ليـس لـه
رجـاء، عـزاء صغيـرى النفـوس ، مينـاء الذيـن فـى العـاصف
أنت الـذى أنقـذتنـى مـن جـليـات ورفـعــت رأسـى
أنت الـذى أنقـذتنـى مـن شــاول وجـعـلتنـى مـلكـاً.....
وهـكـذا يجـد الخـاطـىء أن الله يـرفـع رأسـه ، بـل يضـع تـاج جمـال عـلى رأسـه.
حـقـاً أنت يـارب نـاصـرى .
مجـدى و رافـع رأسـى .
وقـد كـذبـوا الـذيـن قـالـوا عـنـى : ليـس لـه خـلاص بـإلهـه.
”إسـتيـقـظ أيـها النـائـم ، وقـام من الأمـوات ، فيـضـىء لـك المسـيـح”
( أف 14:5).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق